فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{يا أَيُّهَا الذين ءآمنوا إِن تَنصُرُواْ الله} أي دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم لا على أن الكلام على تقدير مضاف بل على أن نصرة الله فيه تجوز في النسبة فنصرته سبحانه نصرة رسوله ودينه إذ هو جل شأنه وعلا المعين الناصر وغيره سبحانه المعان المنصور {يَنصُرْكُمُ} على أعدائكم ويفتح لكم {وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ} في مواطن الحرب ومواقفها أو على محجة الإسلام. والمراد يقويكم أو يوفقكم للدوام على الطاعة.
وقرأ المفصل عن عاصم {وَيُثَبّتْ} مخففًا.
{والذين كَفَرُواْ فَتَعْسًا لَّهُمْ} من تعس الرجل بفتح العين تعسًا أي سقط على وجهه. وضده انتعش أي قام من سقوطه.
وقال شمر وابن شميل وأبو الهيثم وغيرهم: تعس بكسر العين. ويقال: تعسًا له ونكسًا على أن الأول كما قال ابن السكيت بمعنى السقوط على الوجه والثاني بمعنى السقوط على الرأس. وقال الحمصي في (حواشيه على التصريح): تعس تعسًا أي لا انتعش من عثرته ونكسًا بضم النون وقد تفتح إما في لغة قليلة وإما اتباعًا لتعسًا. والنكس بالضم عود المرض بعد النقه. ويراد بذلك الدعاء. وكثر في الدعاء على العاثر تعسًا له. وفي الدعاء له لعًا له أي انتعاشًا وإقامة. وأنشدوا قول الأعشى يصف ناقة:
كلفت مجهو لة نفسي وشايعني ** همي عليها إذا ما الها لمعا

بذات لوث عفرناة إذا عثرت ** فالتعس أولى لها من أن أقول لعا

وقال ثعلب وابن السكيت أيضًا التعس الهلاك. ومنه قول مجمع بن هلال:
تقول وقد أفردتها من حليلها ** تعست كما أتعستني يا مجمع

وفي (القاموس) التعس الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والأنحطاط والفعل كمنع وسمع أوإذا خاطبت قلت: تعست كمنع وإذا حكيت قلت: تعس كسمع. ويقال: تعسه الله تعالى وأتعسه ورجل تاعس وتعس. وانتصابه على المصدر بفعل من لفظه يجب إضماره لأنه للدعاء كسقيا ورعيًا فيجري مجرى الأمثال إذا قصد به ذلك. والجار والمجرور بعده متعلق بمقدر للتبيين عند كثير أي أعني له مثلًا فنحو تعسًا له جملتان.
وذهب الكوفيون إلى أنه كلام واحد. ولابن هشام في هذا الجار مذكور في بحث لام التبيين فلينظر هناك.
واختلفت العبارات في تفسير ما في الآية الكريمة. فقال ابن عباس: أي بعدًا لهم.
وابن جريج والسدي أي حزنًا لهم. والحسن أي شتمًا لهم. وابن زيد أي شقاء لهم. والضحاك أي رغمًا لهم. وحكى النقاش تفسيره بقبحا لهم. وقال غير واحد: أي عثورًا وانحطاطًا لهم. وما ألطف ذكر ذلك في حقهم بعد ذكر تثبيت الاقدام في حق المؤمنين. وفي رواية عن ابن عباس يريد في الدنيا القتل وفي الآخرة التردي في النار. وأكثر الأقوال ترجع إلى الدعاء عليهم بالهلاك.
وجوز الزمخشري في إعرابه وجهين:
الأول: كونه مفعولا مطلقًا لفعل محذوف كما تقدم.
والثاني: مفعولا به لمحذوف أي فقضى تعسًا لهم. وقدر على الأول القول أي فقال: تعسًا لهم. والذي دعاه لذلك على ما قيل جعل {الذين} مبتدأ والجملة المقرونة بالفاء خبرًا له وهي لأنشاء الدعاء والأنشاء لا يقع خبرًا بدون تأويل. فأما أن يقدر معها قول أوتجعل خبرًا بتقدير قضى. وجعل قوله تعالى: {وَأَضَلَّ أعمالهم} عطفًا على ما قدر.
وفي (الكشف) المراد من قال: تعسًا لهم أهلكهم الله لا أن ثم دعاء وقولا. وذلك لأنه لا يدعي على شخص إلا وهو مستحق له فإذا أخبر تعالى أنه يدعوعليه دل على تحقق الهلاك لاسيما وظاهر اللفظ أن الدعاء منه عز وجل. وهذا مجاز على مجاز أعني أن القول مجاز وكذلك الدعاء بالتعس. ولم يجعل العطف على {تعسًا} لأنه دعاء. و{الله أَضَلَّ} أخبار. ولوجعل دعاء أيضًا عطفًا على {تعسًا} على التجوز المذكور لكان له وجه انتهى.
وأنت تعلم أن اعتبار ما اعتبره الزمخشري ليس لأجل أمر العطف فقط بل لأجل أمر الخبرية أيضًا. فإن قيل بصحة الاخبار بالجملة الأنشائية من غير تأويل استغنى عما قاله بالكلية. ودخلت الفاء في خبر الموصول لتضمنه معنى الشرط.
وجوز أن يكون الموصول في محل نصب على المفعولية لفعل مقدر يفسره الناصب لتعسًا أي اتعس الله الذين كفروا أوتعس الله الذي كفروا تعسًا لما سمعت عن (القاموس) وقد حكى أيضًا عن أبي عبيدة. والفاء زائدة في الكلام كما في قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبّرْ} [المدثر: 3] ويزيدها العرب في مثل ذلك على توهم الشرط. وقيل: يقدر الفعل مضارعًا معطوفًا على قوله تعالى: {يُثَبّتُ} [محمد: 7] أي ويتعس الذين الخ.
والفاء للعطف فالمراد اتعاس بعد اتعاس. ونظيره قوله تعالى: {وإياى فارهبون} [البقرة: 40] أولأن حق المفسر أن يذكر عقب المفسر كالتفصيل بعد الاجمال. وفيه مقال.
{ذلك} أي ما ذكر من التعس والإضلال {بِأَنَّهُمْ} بسبب أنهم {كَرِهواْ مَا أَنزَلَ الله} من القرآن لما فيه من التوحيد وسائر الأحكام المخالفة لما ألفوه واشتهته أنفسهم الأمارة بالسوء. وهذا تخصيص وتصريح بسببية الكفر بالقرآن للتعس والإضلال إذ قد علم من قوله تعالى: {والذين كَفَرُواْ} [محمد: 8] الخ سببية مطلق الكفر الداخل فيه الكفر بالقرآن دخولا أوليًا لذلك {فَأَحْبَطَ} لأجل ذلك {أعمالهم} التي لوكانوا عملوها مع الايمان لأثيبوا عليها. وذكر الاحباط مع ذكر الإضلال المراد هو منه إشعارًا بأنه يلزم الكفر بالقرآن ولا ينفك عنه بحال.
{أَفَلَمْ يَسِيرُواْ في الأرض} أي أقعدوا في أماكنهم فلم يسيروا فيها {فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِمْ} من الأمم المكذبة فإن آثار ديارهم تنبىء عن أخبارهم. وقوله تعالى: {دَمَّرَ الله عَلَيْهِمْ} استئناف بياني كأنه قيل: كيف كانت عاقبتهم؟ فقيل: أهلك ما يختص بهم من النفس والأهل والمال يقال دمره أهلكه ودمر عليه أهلك ما يختص به فدمر عليه أبلغ من دمره. وجاءت المبالغة من حذف المفعول وجعله نسيا منسيًا والاتيان بكلمة الاستعلاء وهي لتضمن التدمير معنى الإيقاع أو الهجوم أونحوه {وللكافرين} أي لهؤلاء الكافرين السائرين سيرتهم {أمثالها} أمثال عاقبتهم أو عقوبتهم لدلالة ما سبق عليها لكن لا على أن لهؤلاء أمثال ما لأولئك وأضعافه بل مثله. وإنما جمع باعتبار مماثلته لعواقب متعددة حسب تعدد الأمم المعذبة. وقيل: يجوز أن يكون عذابهم أشد من عذاب الأولين وقد قتلوا وأسروا بأيدي من كانوا يستخفونهم ويستضعفونهم. والقتل بيد المثل أشد من الهلاك بسبب عام. وقيل: المراد بالكافرين المتقدمون بطريق الظاهر موضع الضمير كأنه قيل: دمر الله تعالى عليهم في الدنيا ولهم في الآخرة أمثالها.
{ذلك} إشارة إلى ثبوت أمثال عاقبة أو عقوبة الأمم السالفة لهؤلاء. وقيل: إشارة إلى النصر وهو كما ترى {بِأَنَّ الله مولى الذين ءآمنوا} أي ناصرهم على أعدائهم. وقرىء {وليُّ الذين ءآمنوا} {وَأَنَّ الكافرين لاَ مولى لَهُمْ} فيدفع ما حل بهم من العقوبة والعذاب. ولا يناقض هذا قوله تعالى: {ثُمَّ رُدُّواْ إلى الله مو لاهم الحق} [الأنعام: 62] لأن المولى هناك بمعنى المالك فلم يتوارد النفي والإثبات على معنى واحد. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}.
لما ذكر أنه لوشاء الله لأنتصر منهم عُلم منه أن ما أمر به المسلمين من قتال الكفار إنما أراد منه نصرَ الدين بخضد شوكة أعدائه الذين يصدون الناس عنه. أتبعه بالترغيب في نصر الله والوعد بتكفل الله لهم بالنصر إن نصروه. وبأنه خاذل الذين كفروا بسبب كراهيتهم ما شرعه من الدين.
فالجملة استئناف ابتدائي لهاته المناسبة.
وافتتح الترغيب بندائهم بصلة الإيمان اهتمامًا بالكلام وإيماء إلى أن الإيماء يقتضي منهم ذلك. والمقصود تحريضهم على الجهاد في المستقبل بعد أن اجتنوا فائدته مشاهدة يوم بدر.
ومعنى نصرهم الله: نصرُ دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم لأن الله غني عن النصر في تنفيذ إرادته كما قال: {ولويشاء الله لأنتصر منهم} [محمد: 4].
ولا حاجة إلى تقدير مضاف بين {تنصروا} واسم الجلالة تقديره: دين الله. لأنه يقال: نصر فلان فلانا. إذا نصر ذويه وهو غير حَاضر.
وجيء في الشرط بحرف {إنْ} الذي الأصل فيه عدم الجزم بوقوع الشرط للإشارة إلى مشقة الشرط وشدته ليُجعل المطلوبُ به كالذي يشك في وفائه به.
وتثبيت الأقدام: تمثيل لليقين وعدم الوهن بحالة من ثبتت قدمه في الأرض فلم يَزِل. فإن الزلل وهَن يسقط صاحبه. ولذلك يمثَّل الأنهزام والخيبة والخطأ بزلل القدم قال تعالى: {فتزل قدَم بعد ثبوتها} [النحل: 94].
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8)}.
هذا مقابل قوله: {والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم} [محمد: 4] فإن المقاتلين في سبيل الله هم المؤمنون. فهذا عطف على جملة {والذين قاتلوا في سبيل الله} [محمد: 4] الآية.
والتعْس: الشقاء ويطلق على عدة معان: الهلاك. والخيبة. والأنحطاط. والسقوط. وهي معان تحوم حول الشقاء. وقد كثر أن يقال: تعسا له. للعاثر البغيض. أي سقوطًا وخرورًا لا نهوض منه.
ويقابله قولهم للعاثر: لعًا لهَ. أي ارتفاعًا. قال الأعشى:
بذات لَوث عفرناةٍ إذا عَثَرت ** فالتعسُ أولى لها من أن أقول لَعَا

وفي حديث الإفك: فعثرت أم مسطح في مِرطها فقالت: تَعِس مسطح لأن العثار تَعْس.
ومن بدائع القرآن وقوع {فتَعْسًا لهم} في جانب الكفار في مقابلة قوله للمؤمنين: {ويُثبتْ أقدامكم} [محمد: 7].
والفعل من التعس يجيء من باب منع وباب سمع. وفي (القاموس) إذا خاطبتَ قلتَ: تَعَست كمَنع. وإذا حَكيت قلت: تَعِسَ كسمع.
وانتصب {تعسًا} على المفعول المطلق بدلًا من فعله.
والتقدير: فتعسوا تعسهم. وهو من إضافة المصدر إلى فاعله مثل تبًّا له. وويحًا له.
وقصد من الإضافة اختصاص التعس بهم. ثم أدخلت على الفاعل لام التبيين فصار {تعسًا لهم}.
والمجرور متعلق بالمصدر. أوبعامله المحذوف على التحقيق وهو مختار بن مالك وإن أباه ابنُ هشام.
ويجوز أن يكون {تعسًا لهم} مستعملًا في الدعاء عليهم لقصد التحقير والتفظيع. وذلك من استعمالات هذا المركب مثل سَقيًا له ورَعيًا له وتَبًّا له وويحًا له وحينئذٍ يتعين في الآية فعل قول محذوف تقديره: فقال الله: تعسًا لهم. أوفيقال: تعسًا لهم.
ودخلت الفاء على {تعسًا} وهو خبر الموصول لمعاملة الموصول معاملة الشرط.
وقوله: {وأضل أعمالهم} إشارة إلى ما تقدم في أول السورة من قوله: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} [محمد: 1]. وتقدم القول على {أضلّ أعمالهم} هنالك.
والقول في قوله: {ذلك بأنهم كرهوا} الخ في معناه. وفي موقعه من الجملة التي قبله وفي نكتة تكريره كما تقدم في قوله: {ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل} [محمد: 3].
والإشارة إلى التعس وإضلال الأعمال المتقدم ذكرهما.
والكراهية: البغض والعداوة.
و{ما أنزل الله} هو القرآن وما فيه من التوحيد والرسالة والبعث. قال تعالى: {كَبُر على المشركين ما تدعوهم إليه} [الشورى: 13].
والباء في {بأنهم كرهوا} للسببيّة.
وإحباط الأعمال إبطالها: أي جعلها بُطْلًا. أي ضائعة لا نفع لهم منها. والمراد بأعمالهم: الأعمال التي يرجون منها النفع في الدنيا لأنهم لم يكونوا يرجون نفعها في الآخرة إذ هم لا يؤمنون بالبعث وإنما كانوا يرجون من الأعمال الصالحة رضي الله ورضى الأصنام ليعيشوا في سعة رزق وسلامة وعافية وتسلَم أولادهم وأنعامهم. فالأعمال المُحبَطة بعض الأعمال المضللة. وإحباطها هو عدم تحقق ما رجَوه منها فهو أخص من إضلال أعمالهم كما علمته عند قوله تعالى: {الذين كفروا وصدُّوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} [محمد: 1] أول السورة.
والمقصود من ذكر هذا الخاص بعد العام التنبيه على أنهم لم ينتفعوا بها لئلا يظن المؤمنون أنها قد تخفف عنهم من العذاب فقد كانوا يتساءلون عن ذلك. كما في حديث عدي بن حاتم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعمال كان يتحنث بها في الجاهلية من عتاقة ونَحوها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «أسلمتَ على ما سَلف من خير» أي ولولم يُسلم لما كان له فيها خير.
والمعنى: أنّهم لوآمنوا بما أنزل الله لانتفعوا بأعمالهم الصّالحة في الآخرة وهي المقصود الأهمّ وفي الدنيا على الجملةَ.
وقد حصل من ذكر هذا الخاص بعد العام تأكيد الخير المذكور.
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وللْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10)}.
تفريع على جملة {والذين كفروا فتعسًا لهم} [محمد: 8] الآية. وتقدم القول في نظائر {أولم يسيروا في الأرض} في سورة الروم (9) وفي سورة غافر (21).
والاستفهام تقريري. والمعنى: أليس تعس الذين كفروا مشهودًا عليه باثاره من سوء عاقبة أمثالهم الذين كانوا قبلهم يدينون بمثل دينهم.
وجملة {دمر الله عليهم} استئناف بياني. وهذا تعريض بالتهديد.
والتدمير: الأهلاك والدمار وهو الهلك.
وفعل {دمَّر} متعد إلى المدمَّر بنفسه. يقال: دمرهم الله. وإنما عدي في الآية بحرف الاستعلاء للمبالغة في قوة التدمير. فحذف مفعول {دمر} لقصد العموم. ثم جعل التدمير واقعًا عليهم فأفاد معنى {دمّر} كل ما يختصُّ بهم. وهو المفعول المحذوف. وأن التدمير واقع عليهم فهم من مشمو له.
وجملة {وللكافرين أمثالها} اعتراض بين جملة {أفلم يسيروا في الأرض} وبين جملة {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} [محمد: 11].
والمراد بالكافرين: كفار مكة.
والمعنى: ولكفاركم أمثال عاقبة الذين من قبلهم من الدّمار وهذا تصريح بما وقع به التعريض للتأكيد بالتعميم ثم الخصوص.
وأمثال: جمع مِثْل بكسر الميم وسكون الثاء. وجمع الأمثال لأن الله استأصل الكافرين مرات حتى استقر الإسلام فاستأصل صناديدهم يوم بدر بالسيف. ويوم حنين بالسيف أيضًا. وسلط عليهم الريح يوم الخندق فهزمهم وسلط عليهم الرعب والمذلة يوم فتح مكة. وكل ذلك مماثل لما سلطه على الأمم في الغاية منه وهو نصر الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه. وقد جعل الله ما نصر به رسوله صلى الله عليه وسلم أعلى قيمة بكونه بيده وأيدي المؤمنين مباشرة بسيوفهم وذلك أنكى للعدو.